"وتمضي الأيام، فتأكل من عمرنا ما تأكله، ولا يتبقى لنا إلّا تاريخ يحفظه كلٌّ منَّا ليحسب كم مضى من العمر، ويتساءل بفضول عن ما تبقى، بين لحظات سعيدة، وأخرى نتحسّر فيها على الزمان الذي نشغلهُ ويشغل فينا الكثير، فنقولها أحيانًا وبصدق يا ليتني وُلِدْتُ في عهد الصحابة.
نهرب بتلك الأمنية المستحيلة إلى أحبابٍ عرفناهم من بين سطور السيرة العطرة،فأحببنا فيهم عدل عمر، ورفق الصديق، وحكمة عليّ، والنور الذي حظي به عثمان، والصوت الندي الذي رزق به بلال.
ومن الرائع أن تتألق في هذا العهد الطاهر صحابيات رائعات، كل واحدة منهن كوكب دريٌ وحدها لو تعمّقنا في سيرتها لتغيرت أحوالنا نحن النساء، ولكانت كل فتاة مسلمة صحابيةً بلسان حالها وأفعالها.
واليوم أقف تحت ضوء كوكب عظيم لفتاة رائعة عرفنا عنها أنها الابنة البارة بأبيها.
كما تفعلين أنتِ حبيبتي عندما تستقبلين والدكِ كل يوم بوجه بشوش ينحني بأمر من قلبك البار ليطبع قبلة على كفٍ طالما حملك وأنتِ صغيرة، ورفع لفمك الحلوى اللذيذة، فتُسعِدين وجهًا طالما راقبت عيناه حالك وأنت تتذوقينها فتبسمت بحنان ورحمة.
هكذا كانت أسيرة الحب، إنها أسماء بنت أبي بكر