تسرد الرّواية قصّة «الجنديّ الإسرائيليّ الذي حاصر المخيّم فحاصرته حكاياته "وقصّة" البيوت التي هدمها فهدّمت عليه أسطورته»... وكذلك قصّة "الصّبيّة التي كتبت يوميّاتها في الحصار فأسرت بين الجدران الضّيقة شموساً، واستعارت من الذّكريات أجنحةً حلّقت بها فوق الزّمان والمكان...". في هذه الرّواية ينقلُ الكاتب المواجهة "بين حكايتِنا وأسطورتهم" إلى مستوىً آخر: لا يقف الفلسطينيّ خطيباً فوق رأس الإسرائيليّ يردّد شعاراتٍ عن حقوق شعبه يقابلها الآخر بابتسامةٍ ساخرةٍ أو هزّة من رأسه، ولا يكرّر محاولات "الإفحام المنطقيّ"، بل يجعل الحكاية تتجسّد عفوياً في المشاهد اليوميّة لحياةِ الآخر لتصدمه في مسلّماته وتغرقهُ في فيضٍ من علامات الاستفهام...