في يوم الثلاثاء، بعدما انتهت الطيور من غنائها، وغابت الشمسُ إلى منزلها، فتنازلت حبَّات المطر في الخارج، ها هي تجلس مريم أمام عائلة كبيرة، يترأسهم والدهم خالد، ويحيطه أبناؤُه وبناتُه الصغار من جميع الأنحاء، ينظرون إلى مريم، وعلى وجوههم علامات الاستفهام.
فمريم لم يكن شكلُها غريب، ولم ترتدي ما يُثير الصدمة، و كلُّ ما بها يجلب للشاعر أبيات القصيدة، بل ينظرونَ إليها ليس خوفاً، بل هكذا ردًّا على سؤالها، ذلك السؤال الذي قطعت كلَّ الطريق لهذا المنزل حتى تصل بإجابة له، فقبل هذه اللحظة قد أخذت كأس الماء من زوجة خالد "هبة"، ومن قبل أن تشرب منه، تسأله مريم: "هل تعرف شموس العفَّار؟"