فتاة الياقة الزرقاء - عمرو عبدالمجيد
ما زلت أتذكر ذلك التجمع الغريب لأقاربنا في بيتنا يوم ذهاب أبي وأمي لتسلُّم أختي من مخفر شرطة المدينة، كلهم حضروا إلى بيتنا باكرًا في صباح ذلك اليوم من أجل رؤية المولودة الجديدة، والتفّوا حول شاشة التلفاز مُنصتين إلى قائمة الأسماء الطويلةمكتبة العم صالح التي كانت تتلوها مذيعةٌ شابَّة.. إلى حين عودة أبي وأمي، قبل أن يهلِّلوا عندما ذكرت تلك المذيعة اسم أختي، سألتُ خالتي بدهشة مما يحدث:
- هل تجمعتم هكذا يوم ذهاب أبي وأمي لإحضاري من المدينة؟!
قالت:
- لا، لم يذهب أبوكِ وأمكِ أصلًا إلى المدينة لتسلُّمكِ، إنَّكِ مثل بقية أطفال القرية.. تسلَّمكِ أبواكِ من مخفر القرية المحلي، أما سوزان فالوضع يختلف معها بعض الشيء، إنَّها من ذوات الياقة الزرقاء.
قبل أن تتنهد، وتردف:
- لقد أرسل الله إلى عائلتنا تلك الطفلة في الوقت المناسب تمامًا.