رويا فتاة حالمة “كل ما رغبت فيه حقاً هو مطالعة الروايات المترجمة وقراءة أشعار أعظم شعراء فارس كالرومي وحافظ الشيرازي، وكانت المكتبة أحب الأماكن إلى قلبها في طهران”.
في ذلك الملاذ الآمن، ذلك الملجأ للسكون والتأمل (حيث لا يبقي السيد فخري على رفوفه ركناً شاغراً إلا وملأه بالكتب الفارسية القديمة ودواوين الشعر وترجمات الأدب العالمي)، من أمثال دوستويفسكي وهمنغواي وديكنز، تلتقي بهمان، الشاب الوسيم المتمرد، (الفنى الذي سيغير العالم)، وتُغرم به.
قبل زواجهما بفترة وجيزة، يتفق الحبيبان على اللقاء في أحد ميادين المدينة، إلا أن بهمان لم يأتِ إلى موعدهما واختفى من حياتها فجأة كما ظهر.
بقلب مفطور، تمضي رويا في حياتها نحو رجل آخر، وبلد آخر، ومستقبل آخر، إلا أن العديد من الأسئلة العالقة ستظل تطاردها: لما رحل؟ أين ذهب؟ كيف له أن ينساها؟ إلى أن تقودها تصاريف القدر، بعد عقود، إلى لقاء بهمان مجدداً وتعطيها الفرصة لتطرح عليه كل تلك الأسئلة.
فهل قدر الإنسان مدوّن حقاً على جبينه بالحبر الخفي منذ يوم ولادته كما كانت تردد والدة رويا؟
رواية رائعة آسرة ومؤثرة، تُصالحنا مع الفقدان وألاعيب القدر، وتزرع فينا روح التسامح والسلام الداخلي، وتمنحنا السلوان.