سألني أحدهم لماذا يستطيع البعض العفو عن الآخرين بيسر، وأخرون لا يستطيعونه بل و ينكرونه؟ قلت: إن للنفس معارج، تعرج عليها كلما صفا القلب، وزاد من الله تعالى قريا، وحيثما كانت منزلتها على ذلك المعراج، يكون مد بصرها وكلما ارتفعت ، تضاءلت أمامها أشياء كثيرة، أشياء لا يراها ولا يفعلها إلا من تشبثت أنفسهم بالقاع، فسهل عليا الترفع و العفو و تركت أمرها لله أما من لا يستطيعونه، فيحتاجون عزما للعروج، وبالنسبة لمن ينكرونه، فقلوبهم هي الضحية.. لو كانوا يعلمونا هي رحلة واحدة يا صاح ولمن أراد الوصول إلى نفس مطمئنة عليه أن يخوضها بعزم وقوة، أن يجعل منها رحلة تركية مستمرة لا يبأس ولا يعجز مهما صادف في حياته. فلنجعل منها رحلة للوصول إلى نفس هادئة مطمئنة .