في تلك الرواية الكابوسية، الحائزة جائزة «كلارين» لعام 2017، صار أكل لحوم البشر شرعيًا في أغلب أنحاء العالم بسبب فيروس ينتقل إلى البشر عن طريق الحيوانات ويتسبب في وفاتهم. تقرر الحكومات إبادة الحيوانات لمواجهة الأزمة، لكن تكمن المشكلة الأكبر في أن البشر يحتاجون إلى البروتين الحيواني لسد نهمهم. هكذا، تبدأ بمرور الوقت محاولات فردية من قبل بعض أفراد المجتمع لأكل أضعف أفراده من الفقراء والمهمشين، فتلجأ الحكومات في هذه المرة إلى تشريع تربية رؤوس بشرية معدّلة جينيا لسد الفراغ الذي خلفه غياب الحيوانات ولتوفير الاحتياج البروتيني، وبث الروح مرة أخرى في صناعة اللحوم التي تقدر بالملايين. هل تتبقى في البشر حقًا ذرة واحدة من الإنسانية؟ هل ثمة وجود للإنسانية أصلا وهم يحرقون موتاهم لتفادي تعرض قبورهم للنبش والتهام جثثهم؟ في هذه الديستوبيا القاسية،
.