_تعود ميرنا المهدي بقضية جديدة ضمن سلسلة تحقيقات نوح الألفي، لكن هذه المرة بنكهة مختلفة تمامًا. على عكس الجزء الأول، تتناول الرواية عدة جرائم تدور داخل عائلة واحدة، مما جعل الحبكة أكثر إحكامًا وتعقيدًا. منذ البداية وحتى اللحظة الأخيرة، يبقى القارئ في حالة ترقب، عاجزًا عن كشف القاتل، وهو ما أضاف جرعة مكثفة من التشويق والإثارة.
لكن الرواية لا تقتصر على كونها قصة غموض فقط، بل تحمل بين طياتها الكثير من المعلومات القيّمة التي أُضيفت بأسلوب سلس دون أي شعور بالملل. الجانب الإنساني كان حاضرًا بقوة، من خلال تسليط الضوء على العلاقات العائلية، والصراعات النفسية، والروابط العاطفية، مما جعل الشخصيات أكثر عمقًا وقربًا من القارئ.
أما العلاقة بين نوح وقطز، فكانت من أكثر العناصر تميزًا، حيث قدمت نموذجًا رائعًا للصداقة المبنية على التفاهم، والمواقف الساخرة، واللحظات المؤثرة، مما أضفى على الرواية طابعًا إنسانيًا ممتعًا. أسلوب الكاتبة كان سلسًا ومشوقًا، واستخدام العامية في الحوارات جعل الشخصيات أكثر واقعية وطبيعية، مما ساعد في تعزيز التفاعل مع الأحداث.
في النهاية، "قضية لوز مر" ليست مجرد رواية بوليسية عادية، بل عمل متكامل يجمع بين الغموض، والتشويق، والثقافة، والإنسانية، مما يجعلها تجربة قراءة ممتعة ومختلفة تستحق الإشادة.