تمضي بحياتك معتقدًا أن هناك الكثيرَ الذي تحتاج إليه، كتبك المفضـــلة، والموســـــيقى التــــي تحبها، وملابســـــك المفضــــلـــــة، وأصدقاؤك، حتى تجد نفسك ذات يوم تغادرها بغير رجعة، لا تحمل غير هاتفك ومحفظتك وصورة والدتك. لم تتحدث “”مارين”” إلى أي شخص من حياتها القديمة منذ اليوم الذي تركَت فيه كل شيء وراءها. لا أحد يعرف حقيقة تلك الأسابيع الأخيرة. ولا حتى صديقتها المفضلة –سابقًا– المدعوة “”مابيل””.. ولكن بالرغم من وجودها على بُعد آلاف الأميال من ساحل كاليفورنيا، في الكلية في نيويورك، ما زالت “”مارين”” تشعر بحياتها القديمة ومأساتها –اللذين بذلت قصارى جهدها لتجاوزهما ونسيانهما– يجذبانها.
الآن، بعد أشهر، تنتظر “”مارين”” وحدها في مهجع خالٍ لقضاء عطلة الشتاء. تنتظر قدوم “”مابيل”” للزيارة، وستضطر “”مارين”” وقتها إلى مواجهة كل ما لم يتم قوله، ومواجهة الوحدة التي جعلت قلبها موطنًا لها لمرة أخيرة.