«بشارات النصر لا تُرى بالعين المجرّدة يا بني، وإنما بالقلب فاعتنِ بقلبك يا بني، وأصغ لوعد ربّك. فالأشياء العظيمة لا تُرى إلَّا بقلب يشدُّك إلى السماء، ويقطع أسبابك من الأرض.
الرّق قد استفحل !
هذا صحيح، فالرقيق يتسابقون في مضمار الذل والعبودية، ولولاهم لما كان في الأرض فراعنة !
لقد انقلبت المفاهيم والمعاني، وأضحت العبوديـة والـرق هي الحرية والنجاة !
والرق درجات يا بني، أعلاها الذين يخدمون أكثر من سيّد ويدينون بأكثر من دين. أما الذين في الدرك الأسفل، فهم الذين ينفخون أبواق الطغاة بالمجان.
وثمة صنف يستمرئ الذل ويستلدُّ بالقيد، حتى إنك لو كسرت قيده أعاده ! وهؤلاء لن يضرنا كيدهم شيئًا ، وهم مَن عرّاهم الله وقت تبديل المواقع والثياب، فانكشفت عوراتهم، فتخففنا منهم. وأنى لهم أن يلحقوا بركب النور والتحرير؟!». عرض أقل